Friday, January 11, 2008

ماهر الجندى



أقسم بالله العظيم أن هذه اليد طاهرة ولم تمتد يوماً إلى حرام .. هذه الجملة أخذ ينطق بها ماهر الجندي موجها كف يده إلى جميع الكاميرات منذ بداية خروجه من سجنه تنفيذاً لحكم قضائي بحبسه عدة سنوات في قضية فساد .. قالها وهو على باب السجن .. وقالها في تقرير دريم عند زيارته في منزله .. وقالها في تقرير تسعين دقيقة .. وقالها في لقاء مطول معه في برنامح العاشرة مساء يوم الثلاثاء الماضي .. وكانت تنتهي بدرجة صوت أقرب إلى البكاء وتتلألأ بعض قطرات الدمع في عينيهأنظر لمن هو بجواري أجده يبدي تعاطفا كبيرا معه بل دمعت عيناه هو الآخر .. أحاول أن أحدد سببا لتعاطفه بل ودموعه .. هل هو من منطلق إرحموا عزيز قوم ذل ؟ وعزيز قوم هذا كان هو المحامي العام لنيابات الأموال العامة وحقق في جرائم مالية شهيرة لعل أبرزها قضية مجمعات النيل الإستهلاكية ، وبعدها نيابات أمن الدولة وإشترك في أكبر المحاكمات الأمنية من قضية التكفير والهجرة وزعيمها شكري مصطفي وجريمة الفنية العسكرية وحزب التحرير الإسلامي وتنظيم الجهاد والناجون من النار ومحاولات اغتيال أبو باشا ومكرم محمد أحمد . وغيرها قبل أن يصبح محافظا لكفر الشيخ ثم محافظا فاشلا للغربية لعدة سنوات ثم محافظا للجيزة .. أم أن تعاطفه نابع من إحساسه أن هذا الرجل برئ وقضى أعوماً ظلما خلف الأسوار قضت عليه وعلى مستقبله ؟أكد الرجل أنه برئ من التهمة الموجهة اليه .. وأنا لم أصدق ذلك لعدة أسبابأولا : هناك حكم محكم وبلاشك تم نقض الحكم وصدقت عليه محكمة الإستئناف .. لذلك أعتقد أن البرئ كان يستطيع من خلال تلك الجلسات المتعددة أن يجد منفذا يثبت برائته قبل أن يصبح مؤيداً بالنقضثانيا : هذا الرجل ليس مستشاراً عادياً فقط ولكنه كان يوماً هو محامي نيابات مصر الأول وهو ليس نجم عادي بل نجم ساطع في عالم القضاء ، لذلك فالتحقيقات معه لايمكن أن يشوبها أي نوع من الأخطاء القانونية أو الثغرات القضائية .. وإلا كان هو أول من يستطيع أن يفندها ويحمي نفسه من غياهب السجون ثالثا : القضية التي أدين فيها هي قضية فساد وطلب رشوة .. وهو أدرى رجل في مصر على طولها وعرضها يعرف كل خبايا هذا النوع من قضايا الفساد من واقع منصبه السابق كمحامي عام لنيابات الاموال العامة ، فهو يستطيع بسهولة أن يضع نفسه بعيدا عن دائرة الشبهة رابعا

يقول الرجل بأنه لايقبل هدايا ويستشهد برواية أن أحد رجال الأعمال أهداه ساعة رولكس فخمة عقب زيارة له لدولة اسيوية ورفضها وقال له تكفي رباط عنق فأحضر له الرجل عشر رابطات إختار واحدة .. وهذه رواية تدينه .. فلايقدم أحد هدية قيمة لرجل في منصب كبير كمحافظ بل ومحافظ لمدينة هامة وهي الجيزة إلا إذا كان يعلم مسبقا ومتيقنا أن هذا جائز مع هذا الرجل .. وحتى رابطات العنق لماذا يعتذر عن الساعة ويطلب رابطة عنق .. أعتقد أن قصة رابطة العنق والساعة الرولكس حقيقية ولكن بسيناريو مختلف يستطيع أي رجل بسيط أن يتخيله خامسا : كيف يمكن لبرئ قضى عدة سنوات تفوق الخمس سنوات ظلما خلف الأسوار ضاع فيه مستقبله المهني والسياسي وتلوثت سمعته بقضية فساد أن يخرج يشكر رئيس الجمهورية ووزير الداخلية سادسا : كيف يرفض مداخلة تليفونية فضائية ممن تسبب كما يقول ظلما أنه كان السبب في تلفيق التهمة له .. البرئ في تلك الحالة سوف يكون صوته أعلى ويستطيع ان يكشف للرأي العام صدقه ليس بالأدلة والبراهين ولكن بالصدق في الحوار .. أدرك مهنيا أنه له حق رفض المكالمة وله الحق في ذلك طالما لم يخبر مسبقا بذلك ولكنها فرصة تأتي للبرئ ليثبت برائته للرأي العام بعيدا عن ملفات القضاء .. أعتقد ان مكالمة الشيطان فودة كما لقبه السيد المستشار سوف تحتوي على مواجهات من نوع ألم يحدث ان قلت لي كذا ؟.. ألم يحدث أن طلبت كذا ؟.. ألم يحدث ان تقابلنا كذا .. ؟سابعا : التعامل مع الرأي العام يختلف عن التعامل في ساحات القضاء فالرأي العام لايعتقد بالمستندات مثلما تأخذ به المحكمة . الرأي العام يقتنع بما يستشعره من صدق في المتحدث . وما أحضره الرجل من مستندات فيها بعض الكلمات المنتقاة من التحقيقات تبين بالفعل هشاشة ثغراتهقلت لمن بجواري .. لاتنخدع في الدموع الحقيقة .. فهي حقيقية بالفعل ولكنها من منطلق رجل عظيم وشخصية عامة كبيرة وصلت لأكبر المناصب .. هي حقيقية ولكنها دموع شخصت عزت عليه نفسه أن يكون في هذا الوضعأعزائي .. إبكوا معي ماهر الجندي من منطلق بكاؤوه على عزة نفس تأبى هذا الوضع الإجتماعي المهين .. ولكن لاتبكوه على براءة ينادي بها ولم يحصل عليها

0 Comments:

Post a Comment

<< Home