Friday, January 11, 2008

اخرة حكم حسنى مبارك الغير مبارك

مقابل 30 دولاراً في الشهر بدلاً من مئة دولار في شقة مشتركة .. آلاف العمال المصريين يسكنون الإسطبلات وحظائر الماعز في إسرائيل
كشفت تقارير فرنسية, أمس, عن الأوضاع المزرية التي يعيشها ثمانية آلاف مصري يعملون في إسرائيل في مجال الخدمات وتشييد المستوطنات والجدار العازل, كانوا قد دخلوا إسرائيل بغرض السياحة وتخلفوا بعدها للعمل.
وذكر تقرير لمراسل صحيفة »كوريير انترناشيونال«, في تل أبيب, أن هؤلاء العمال يعيشون في مستوى متدهور لدرجة جعلتهم يسكنون الإسطبلات وحظائر الماعز, مشيرة إلى أن معظمهم يقيمون في مدن يافا والجليل والطيبة, وغيرها من الأماكن التي لا تصل إليها في معظم الأحيان سلطات الهجرة والجنسية الإسرائيلية, والغالبية العظمى منهم يعملون في مجال التشييد والبناء بشكل غير قانوني.
لكن هذا الرقم أقل بكثير من الرقم الذي أورده جهاد عقل, مسؤول العمال العرب في نقابة العمل الإسرائيلية, الذي أشار إلى أن العمالة المصرية بإسرائيل تقدر بنحو 25000 عامل يتعرضون للابتزاز والضغوط والصعوبات من قبل أصحاب الشركات في إسرائيل.
وأوضح في حديث لإذاعة إسرائيل الخميس الماضي, أن العامل المصري يعمل في مختلف القطاعات كالتجارة والبناء والكهرباء, وأن أكثر قطاع يعمل به هو الخدمات, لأن وجودهم غير قانوني في إسرائيل.
ورفض عدد من العمال المصريين في حديثهم ل¯ »كوريير انترناشيونال«, الكشف عن أسمائهم وتحدثوا بأسماء مستعارة, مثل أبو يوسف وعلي وأبو عبده, كما رفضوا التقاط أي صور, خوفًا من الشرطة ومراقبي وزارة الداخلية الإسرائيلية, ومن المجتمع المصري وأسر زوجاتهم في مصر وأبنائهم في المدارس والجامعات المصرية الذين يرفضون- على حد تعبير الصحيفة - أن يكون لهم آباء على هذا الشكل في إسرائيل.
ومن بين هؤلاء موظف حكومي, جاء إلى إسرائيل كسائح, وعندما نفدت أمواله بدأ يبحث عن عمل, ومثله كثيرون يلجأون إلى حيلة السفر للسياحة حيث يحصلون على تأشيرة مدتها ثلاثة أشهر يستغلونها للعمل هناك, ثم يعودون إلى مصر لتجديدها, لكن البعض منهم حصل على حق الإقامة بشكل رسمي بعد أن أتاح لهم ذلك الزواج من مسلمات عربيات .
ورسم مراسل الصحيفة الفرنسية صورة لمعاناة هؤلاء المصريين الذي قال إن حياتهم تتسم بالقسوة في سبيل جمع أكبر قدر من المال, حيث يحصل الواحد منهم على ما يقارب ثلاثة آلاف دولار في نهاية الشهور الثلاث, ينامون خلالها في حظائر الأغنام والإسطبلات, مقابل 30 دولارا في الشهر, بدلا من دفع مئة دولار في شقة مشتركة مع عشرات العمال.
وأشارت الصحيفة إلى أن العامل المصري في إسرائيل وعكس العمال من الجنسيات الأخرى يطلب أن يحصل على أجره بشكل يومي, كي يصبح ماله في جيبه أولا بأول, وحتى لا يكون عرضة للنصب والاحتيال, لكنها لفتت إلى أن هناك خطرًا آخر هو الخوف أن يدفع لهم أصحاب العمل دولارات مزيفة متداولة وشائعة في السوق الإسرائيلية.
وأوضحت أن العامل المصري يفضل العمل مع مقاول من أصل عربي, إذا كان في زيارته الأولى, أما إذا كان يعرف إسرائيل فهو يحضر مباشرة بعد تجديد تأشيرته من الحدود, أو من القاهرة إلى المقاول اليهودي للعمل معه بسعر أعلى.
إلا أنهم في سبيل ذلك يواجهون مخاطر, منها إيذاؤهم من قبل المتطرفين اليهود عندما يشاهدونهم يمارسون شعائرهم الإسلامية, ومطاردة الشرطة ومصلحة الهجرة, فضلاً عن حوادث العمل الطارئة التي تودي بحياة بعضهم.
أما الأكثر خطورة, كما تشير الصحيفة, فهو التعرض الى الأمراض, حيث إن العلاج في إسرائيل معظمه حكومي, وهو ما يعني أن العامل المصري لن يستطيع اللجوء إلى المستشفيات, لأنه ليس مواطنًا إسرائيليا أو مقيما فيها بطريقة شرعية
.


0 Comments:

Post a Comment

<< Home